قراءة في كتاب “ثمانية ايام في يالطا”


قراءة في كتاب
“ثمانية ايام في يالطا”
قاسم الغراوي
كاتب وصحفي
مركز انكيدو للدراسات
كتاب “ثمانية أيام في يالطا” لديانا بريستون يتناول المؤتمر الذي عُقد في فبراير 1945 بين قادة الحلفاء الثلاثة: فرانكلين روزفلت (الولايات المتحدة)، ونستون تشرشل (بريطانيا)، وجوزيف ستالين (الاتحاد السوفيتي). في منتجع يالطا على البحر الاسود . كان الهدف من المؤتمر إعادة رسم خريطة أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ووضع ترتيبات ما بعد الحرب.
بريستون تذكر في الكتاب تفاصيل متعددة عن المحادثات السياسية بين روزفلت وستالين، بما في ذلك مسألة اليهود بعد المحرقة النا.زية. كان هناك اهتمام أمريكي ببحث إنشاء وطن لليهود في فلسطين أو مناطق أخرى، ولكن دون اتفاق واضح في المؤتمر. روزفلت بدا متذبذبًا بين الرغبة في إرضاء الحركة الصهيhونية وبين مخاوفه من تأثير ذلك على العلاقات مع #العرب.
كتاب “ثمانية أيام في يالطا” للمؤلفة ديانا بريستون يقدم سردًا تفصيليًا للأحداث
خلال هذه الأيام الثمانية، ناقش القادة الثلاثة قضايا حاسمة تتعلق بنهاية الحرب العالمية الثانية وترتيبات ما بعدها، بما في ذلك كيفية إدارة ألمانيا بعد هزيمتها، وتأسيس منظمة الأمم المتحدة، وتحديد مناطق النفوذ في أوروبا الشرقية والبلقان واليونان.
تُبرز بريستون في كتابها تصميم روزفلت على تفكيك الإمبراطورية البريطانية، واعتقاد تشرشل بأنه والرئيس الأمريكي المريض سيتمكنان من التفوق على ستالين في المفاوضات. ومع ذلك، كان ستالين يراقب كل ما يقولونه ولم يقدم سوى تنازلات شكلية، بينما كانت طموحاته التوسعية تهدف إلى فرض الشيوعية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب محادثات بين روزفلت وستالين حول مسألة الأوطان اليهودية بعد المحرقة الناز.ية.
من خلال بحث دقيق وسرد حي، يقدم الكتاب نظرة معمقة على كيفية تشكيل هذه الاجتماعات لمستقبل العالم بعد الحرب، ويكشف عن الديناميكيات الشخصية والسياسية بين القادة الثلاثة.
اليوم ترامب يفكر في مقترحات مثيرة للجدل تهدف إلى تغيير الوضع الجغرافي والسياسي للفلسطينيين في غزة وربما توطينهم في مناطق خارج #فلسطين. ومع ذلك، يُرجح أن هذه الأفكار قد تكون مجرد أدوات إعلامية لتشتيت الانتباه عن التعديلات التي يجريها ترامب في مؤسسات الادارة الأمريكية لتعزيز نفوذه في فترة ولايته الجديدة.
لا اعتقد ان فرص نجاح ترامب في هذا المخطط ستنجح فغالبية الدول العربية ترفض ذلك وتشترط حل الدولتين مع اقامة علاقات مع الكيان الصhهيوني ومنها السعودية كما جاء على لسان وزارة الخارجية رغم التوجهات البراغماتية في السياسة الخارجية، من الصعب أن تقبل #السعودية بهذا المشروع نظرًا لحساسيته وتأثيره على مكانتها الإقليمية.
كذلك المملكة الهاشمية المعنية باستقبال اللاجئين تعارض أي مشاريع توطين للفلسطينيين خارج أرضهم، لما يشكله ذلك من تهديد لاستقرارها الداخلي.
و #مصر رفضت فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء وأكدت موقفها المتمسك بحل الدولتين.
كثيرة هي العوامل التي تعيق نجاح المخطط ومنها
1. الرفض الشعبي والرسمي العربي.
2. صعوبة إقناع المجتمع الدولي.
3. مقاومة الفصائل #الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
بناءً على هذه المعطيات، من غير المرجح أن ينجح #ترامب في تحقيق هذا المشروع بالنظر إلى المعارضة الشديدة محليًا وإقليميًا ودوليًا.