فلنتصدق بكلمة


بيداء الموزاني
ان قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «والكلمة الطيبة صدقة» .هو اساس القاعدة التي بنيت على ااثرها تمجيد حجم الكلمة ووقعها على حياتنا والصدقة في نظري: كلمة جامعة لكل خير، وشاملة لكل برٍّ، تدلُّ على صِدْق صاحبها وإخلاصه، لأجل أن تُقبل وتُؤتي ثمارها.إن الكلمة الطيبة ثمرة طيبة تخرج من نفس طيبة، وزهرة حسنة تقطفها يد كريمة من حديقة قلب معمور بالطيب وروائح الحب السليم. والكلمة الطيبة حروف مضيئة تنبثق من صدر يتلألأ بالنور، ويزهر بالسرور. تولد الكلمة الطيبة من ذلك المكان المشرق لتضيء القلوب والأرواح والوجوه. الكلمة الطيبة بسمة الحياة، وعطر الشفاه، وبلسم الجروح، وشفاء الجسد والروح.
والكلمة الطيبة عنوان المتكلم ودليله، ولباسه الساتر وجماله الظاهر، وعطره الفواح، ومفتاحه إلى القلوب والأرواح، وسفيره الذي يصعد إلى السماء ليجد حسن ما أجمل أن يكون الإنسان ذا كلمة طيبة مع الناس جميعاً، من عرف ومع من لم يعرف، ولكن أجمل الجميل أن تكون مع أخص الناس به.
فالكلمة الطيبة مع الوالدين ولو قسواْ وأغلظا في الكلام .والتعامل؛ فإن لهما حقاً في حسن الخطاب
والكلمة الطيبة بين الزوجين، بدل التراشق بالألفاظ الجارحة، والكلمات النابية التي قد توصل إلى ما لا تحمد عقباه.
والكلمة الطيبة بين الإخوة والأخوات والأقارب والأرحام، والكلمة الطيبة بين الجيران في المنازل والأسواق والوظائف وأماكن العمل. والكلمة الطيبة بين المدير وموظفيه والمعلم وتلاميذه، والكلمة الطيبة بين السائقين والراكبين، وبين الباعة والمشترين. والكلمة الطيبة من الغني للفقير ومن رب المال للسائل بدلاً من النهر والمنِّ ورفع الأصوات بالطرد.وانتبهوا للكلمة؛ فإنها جنة أو نار، وربح أو خسارة، وسعادة أو شقاء. فسارعوا إلى الكلمة الطيبة ولا تحقروها مهما قلت؛ فإنه كالحبة قد تنبت ولو بعد حين ولو في أرض لم يردها صاحبها؛ فإن الزمان يذهب والأعمار تذهب ولكن الكلمات تبقى. قال لقمان لابنه: “يا بني، إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة؛ فإنها إن لم تنبت كلها نبت بعضها”.
واحذروا الكلمة الخبيثة مهما صغرت؛ فإنها قد تكون شرارة صغيرة تلد حريقاً عظيماً من الشقاء على صاحبها وعلى غيره.