آخر الأخبار
منوعات

هؤلاء باقلام هؤلاء

هؤلاء باقلام هؤلاء
قاسم الغراوي
كاتب وصحفي
لطالما تمعنت كثيرا وبعمق في مفردات هذا النص الوطني الذي غنته بعض المدارس في صباحات رفع العلم العراقي وكم تمنيت ان ترسم حروفه على ايقاع نغمات الموسيقى ليسموا شامخا ؛

يأخذنا هذا النص الشعري إلى فضاء وطني سامق، حيث يكرّس الشاعر قيم الانتماء للوطن والولاء له، في قصيدة تحتفي بالعلم باعتباره رمزًا للوحدة، النصر، والكرامة. من خلال أسلوب شعري مشحون بالعاطفة والرمزية، يمزج الربيعي بين صور الطبيعة والأفكار الوطنية في سياق ملهم يستحضر معاني التضحية والفخر.

الصور الشعرية ودلالاتها : يبدأ الشاعر بالحديث عن العلم بوصفه نديم الريح الذي يحيا بالعناق مع النجم:
“نديمُ الريحِ أحياهُ التلاقي / بقربِ النجمِ يسمو بالعناقِ”
هنا يظهر العلم كرمز يتماهى مع الكون الفسيح والعلو، ما يعكس طموح الأمة إلى السمو والمجد ، وفي البيت:
“وشاحُ الحب ِّ زيَّنَ كلَّ قلبٍ / يراهُ المجدُ في ذات التراقي”
يجعل الشاعر العلم وشاحًا يزين القلوب، ما يشير إلى دوره في توحيد مشاعر الشعب تحت مظلة واحدة من الحب والانتماء.

اما الثيمة الوطنية فهي تتكرر إشارات الشاعر إلى النصر والصمود:
“تشرَّفَ بالالهِ وصارَ درَّاً / لعقدِ النصرِ في جيدِ العراقِ”
يظهر العلم هنا كجوهر الانتصار وزينة في جيد الوطن، مما يبرز التضحية والكرامة.

كذلك نجد صورة فريدة تمزج بين الاستمرار والتجدد:
“رفيقُ الدمعِ والأفراحِ دوماً / ووجهُ الشمسِ في ليلِ الفراق”
هذه الثنائية (الدمع والأفراح) تعبّر عن رحلة الوطن الممتدة بين المعاناة والانتصارات.

النص يعتمد على موسيقى تمنح القصيدة انسيابية وقوة، تتماشى مع موضوع الفخر والعزة الوطنية.
يتكرر استخدام مفردات مثل “المجد”، “النصر”، و”العلياء”، مما يعكس رغبة واضحة في تأكيد الروح الوطنية.

الخاتمة الملهمة
“حروفُ الكونِ والكلماتُ غنّتْ / إلى العلياءِ يا كلَّ اشتياقي”
ينهي الشاعر قصيدته بنغمة عالية تعكس شوقًا متجددًا للوطن ورفعته، وكأنه نداء إلى الأجيال للحفاظ على قيم الحب والتضحية من أجل العراق.

نص “تحية العلم” هو قصيدة وطنية ملهمة وبامتياز، تتماهى فيها الصور الشعرية مع القيم السامية للوطنية، النصر، والوحدة. استطاع رحيم الربيعي ببلاغة لغوية وتوظيف رمزي أن يعبّر عن حب عميق لوطن يستحق الفداء والبقاء.
انه الشاعر رحيم الربيعي

تحية العلم
نديمُ الريحِ احياهُ التلاقي
بقربِ النجمِ يسمو بالعناقِ

وشاحُ الحب ِّ زيَّنَ كلَّ قلبٍ
يراهُ المجد ُ في ذات التراقي

تشرَّفَ بالالهِ وصار َ درَّاً
لعقدِ النصر ِ في جيدِ العراقِ

على الآفاقِ ترشدنا لوعيٍ
فكنتَ روي َّأفكار ٍ و ساقي

فيا جمعَ الأحبّةِ دمتَ عزَّاً
يلمُّ الشملَ في اسمى وثاق

رفيقُ الدمعِ والأفراحِ دوماً
ووجهُ الشمسِ في ليلِ الفراق

هنا الاحرارُ تكسوها بمجد ٍ
بقاءُ الروحِ اذا ما كنت َباقي

لأجلكَ كم ْ نموت ُ وكمْ لنحيا
وسارية ً نكونُ على انعتاق

جمعتَ الشعب َ في حب ٍّ تجلّى
هتافَ القلبِ في لحن ِ الوفاق

حروفُ الكون ِ والكلمات ُ غنّتْ
إلى العلياء ِ يا كل َّ اشتياقي

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟