آخر الأخبار
أخبار مصر

العثور على قطعة نادرة من “الأزرق المصري” في القصر الذهبي فى روما 

 

سلمى حسن

عثر علماء الآثار في روما، في اكتشاف مثير، على أصباغ قديمة نادرة، من بينها “الأزرق المصري” الذي يعد واحدا من أقدم الأصباغ الاصطناعية في العالم.

وعثر على هذه الأصباغ في موقع “دوموس أورا” (Domus Aurea)، وتعني “القصر الذهبي”، وهي فيلا ذات مناظر طبيعية بناها الإمبراطور الروماني نيرون في قلب روما القديمة بين عامي 64-68 ميلادي. وقد عثر علماء الآثار أثناء الحفريات في هذا الموقع على الأصباغ الرائعة التي استخدمها الحرفيون لتزيين القصر قبل نحو 2000 عام.

وأعلن “متنزه الكولوسيوم الأثري” عن هذا الاكتشاف في منشور على “فيسبوك” يوم 20 يناير، حيث تم العثور على أوعية تحتوي على أصباغ متنوعة، بما في ذلك كتلة نادرة من صباغ “الأزرق المصري” تزن أكثر من 2.4 كغ. بالإضافة إلى ذلك، عُثر على جرة تحتوي على أصباغ صفراء من الأوكر، وعبوات صغيرة تحمل أصباغا حمراء مثل “الريالغار” والأوكر الأحمر.

ووصفت ألفونسينا روسو، مديرة “متنزه الكولوسيوم الأثري”، الاكتشاف بأنه “مذهل”، مشيرة إلى أن “الأزرق المصري يعكس عمقا ساحرا للألوان التي استخدمها الفنانون المهرة لتزيين غرف هذا القصر الإمبراطوري الثمين”.

وعلى عكس الأصباغ الطبيعية، مثل الأصفر والأحمر، يعد “الأزرق المصري” لونا اصطناعيا يتم إنتاجه عن طريق تسخين خليط من الحجر الجيري ومركبات كيميائية ومعادن تحتوي على النحاس.

ويعود استخدام هذا الصباغ إلى أكثر من 5 آلاف عام في مصر القديمة، وكان ينتج في جنوب إيطاليا خلال العصر الروماني. ويعد أقدم لون اصطناعي معروف للعلماء.

وعادة ما يتم العثور على بقايا هذه الأصباغ على شكل مسحوق أو كريات صغيرة، لكن ندرة الاكتشاف الحالي تكمن في حجم الكتلة الكبيرة التي عثر عليها.

وتشير الاكتشافات السابقة في بومبي إلى أن صباغ “الأزرق المصري” كان يستخدم في تزيين الأماكن الفاخرة. ويؤكد الاكتشاف الجديد داخل قصر نيرون هذه الفرضية، ويُظهر مدى تطور وحرفية الفنانين الذين عملوا على تزيين القصر.

وكان يعتقد سابقا أن وصفة صنع “الأزرق المصري” فقدت بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، ولم يتم إعادة اكتشافها إلا في أوائل القرن التاسع عشر على يد الكيميائي البريطاني همفري ديفي. ومع ذلك، كشفت دراسة عام 2020 أن الفنان الإيطالي رافائيل استخدم هذا الصباغ في لوحته الجدارية “انتصار غالاتيا” عام 1512، ما يشير إلى أن الوصفة ربما لم تكن قد فقدت بالفعل.

ويشار إلى أن هذا اللون الرائع يربط بين الفنانين والحرفيين عبر فترات تاريخية واسعة. حتى أن بعض درجات الأزرق الحديثة التي يستخدمها الفنانون اليوم تسمى “الأزرق المصري” كتكريم لهذا النوع.

وهذا الاكتشاف لا يسلط الضوء فقط على روعة الفن والتقنيات القديمة، بل يعيد إحياء تاريخ الألوان التي زينت بعضا من أعظم المباني في التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟