آخر الأخبار
ألمقالات

الطيبة ليست ضعف

بيداء الموزاني

الكثير ينظر للشخص الطيب على انه شخص ضعيف، لأنه يبدي المصلحة العامة على نفسه ،ورغم انه يشعر بنظرة الاستضعاف في عيون من حوله لكنه مقتنع ويعلم ويعمل بقناعة ان الله مطلع على قلبه وقلوب كافة البشر ، و ان الله يجزي الحسنة بعشرة امثالها إلى اضعاف كثيرة ، في الماضي كانت الطيبة ميزة تميز الناس ، ولكن اليوم أصبح الزمن غير الزمن والناس غير الناس النظرة غير والافكار اختلفت فطيبة القلب صفة محمودة في الانسان بل مرغوبة، والانسان طيب القلب محبوب من الجميع، المشكلة أصبح الإنسان طيب القلب في زمننا هذا شخص ضعيف على حد قولهم، وأصبحت الطيبة توصف بالضعف والسخف، ذلك لان الطيب بالعادة يتصف بالسماح والشفافية.
الزمن يسمى باسماء ناسه كل في وقته لذا نقول.عن زمن ابائنا او حتى طفولتنا .(الزمن الجميل) حيث كان الانسان عنوان ذلك الزمان كما هو الان عنوان هذا الزمان …
ان كثير من المفاهيم انعكست وتغيرت حسب الزمن الذي نعيشه .. نعيب زماننا والعيب فينا) ……وما لزماننا عيب سوانا)الطيبة موجودة في داخل كلٍ منا منذ الطفولة ولدت بالفطرة ولم نورثها عن الاباء بل تستمر معنا عندما نكبر نتطبع بها وتصبح منهاجاً ثابتاً او طريقاً سالكاً ولكن يجب ان تكون بحدود,وان تؤخذ بمنظار العقل ,
حيث هناك من يتربص بذوي القلوب الطيبة للايقاع بهم فريسة الطمع والاستغلال ,
هذا الاستغلال ليس للافراد فقط بل على مستوى دول وشعوب قد يعتقد البعض انها غباء او ربما ضعف..!!!
لأنهم لايدركون معنى الطيبة ولم يعتادوا عليها ولم يتطبعوا عليها..
…والسؤال هنا هل أصبحت الطيبة في وقتنا الحاضر عملة نادرة يتستر عليها صاحبها خوفا من استغلاله ؟
هل أصبح من يتسم بالطيبة بأنه إنسان بلا هوية ، تسلب حقوقه ، تضيع مستحقاته ، صغير في نظر البعض ؟؟
ففي زمن المادة والإستغلاليـة . الكل يبحث عن مصلحته حتى وإن كانت على حساب الأخرين .. ..
فيستغلون الإنسان الطيب .. لأنهم يعرفون ويثقون ان كلمة(( لا))صعبة لديه .. ويثقون كل الثقة أن هذا الشخص إن طلبوا منه شيئاً فسيبذل فوق طاقته لأجلهم .
فيظنوا أن هذا ناتج عن غبائه او سذاجته او ضعف.منه بحيث اصبحوا يفكرون بالعكس لانهم مرضى.. لكن الصحيح أن كل شخص يعمل بأصله فالطيب تحركه طيبة قلبه والإستغلالي يحركه طمعه.
لقد انتشر عند البعض مفهوم خاطئ وهو أن طيبة القلب دليل على ضعف الشخصية وانها عرضة لاستغلال ..
. ولهذا يجب أن يفرق البعض بين طيبة القلب والسذاجة …
فالطيبة هي المعاملة الحسنة هي المسامحة عند القدرة هي المشاعر النبيلة الجياشة التي تظهر عند المواقف الصعبة و الحاسمة ..
.وهي دليل قوة لاضعف وأما من يسمح للاخرين باستغلاله فهو انسان ساذج وضعيف في شخصيته .. ولا يمكن التعامل بطيبة و نية صادقة مع إنسان خبيث لأن الطيبة طهارة روح ونقاء قلوب لا تعرف التلون.. ..بل هي من النعم التي فقدها بخلاء الاحاسيس والمشاعر…..والانسان الطيب اين ماحط رحاله تجده يفوح كلاما طيبا معطر بالحنان والدفء والاحساس بالمقابل.
يقول أحد الفلاسفة… (النفس الطيبة لا يملكها الاّ الشخص الطيب و السيرة الطيبة هي أجمل ما يتركه الأنسان في قلوب الآخرين) ..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟