آخر الأخبار
منوعات

النقاء الروحي

النقاء الروحي
بيداء الموزاني
يكثر الحديث عن نقاء الأرواح وتتعدد اﻻوصاف واجمل وصف شعرته قريب لقلبي انها مفاتيح تقفل بها أفواه وتفتح بها قلوب وتنير بها عقول,
الأرواح المتآلفة رزق وهبة ومنحة ربانية وأصحابها ذو عاطفة جياشة بديعة ومشاعر رائعة ورقة نادرة، هم أقرب إلى الجواهر الكريمة ولا يشبهوا الذهب والماس، ذوي روح وثابة وقلب عفيف راق الجميل هو أن نعيش جمال الاحساس حين تتلاقى الأرواح وتتجانس وتتالف وحين تتلاشى المسافات وتتحدث القلوب وتؤدى الأمانات وتتحمل المسئوليات وتصل الرسالة وتستوعب الجميع ويظهر نبل الأخلاق .القلب النقي اليوم يحتاج إلى كثير من الوقت لكي يكون قلبا آخر: قلب لا يهتم، قلب لا يراعي ولا يحس، قلب لا ينبض. وفي كثير من الأحيان فإن نقاء القلب لا يمكن تغييره مهما فعلنا من خطايا متعمدة. فالدنيا اليوم أو كانت بالأمس تعلم الناس المشاعر والأحاسيس، ولا تدرس النقاء والطيبة والمحبة، لأنها ببساطة عفوية ومولودة فينا وتعيش بيننا ونتعامل بها مع أحبائنا وأصدقائنا وكل معارفنا. بل إنها لا تفرق بين إنسان وآخر وأحيانا تنسى أن هذا عدو وذلك حبيب أو صديق. لا تختلط عندها المشاعر، لكن النقاء يفرض عليها عدم التفرقة بين أي إنسان مهما كان طبعه أو شروره.ومن أجل استعادة النقاء اليوم هناك مهمات كثيرة يجب القيام بها وهى عموما ليست سهلة، بل تحتاج إلى الكثير من الصبر والآلام وزيادة جرعات الحب في قلوبنا كي نتمكن من تحقيقها.
نحن نحتاج مثلا إلى نقاء يشبه براءة الطفولة التي نراها تضحك وتلعب وتبكي من دون حدود، ونحتاج إلى الطهارة تملأ قلوبنا فنبوح بكل شيء ولا نخشى شيئا مهما كان سوف يغضب الآخرين، الذين هم سيغضبون أصلا من بوحنا المجرد فقط.
نحتاج أيضا إلى استعادة النقاء في حياتنا بدل من استعماله بين زمن وآخر وبين أزمة وأخرى. فلا ينفع النقاء في بعض الأوقات، لأننا ببساطة نريده ونحتاجه في كل وقت، فهو سر حياتنا وغموضها. إنه الشيء الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو وضعه على الرف أو إحالته إلى التقاعد، فهو عمرنا الحقيقي الصادق الذي يعرينا ويعري الآخرين ويكشف زيفنا وزيفهم.
نقاء القلب أصبح صفة نادرة وثمينة جدا، فلا يمكن أن تجدها في أي مكان ولا في أي قلب أو روح.بل إن نقاء القلب لم يعد صفة البشر ولا حتى بعض البشر، فقد صار بفضل مصائب الدنيا الكثيرة، صار صفة البشر الطاهرين النادرين جدا.لا أظن أن هناك شيئا في الدنيا أجمل من النقاء حيث يعيدنا إلى بهاء العالم وروعة الإنسان.
الجمال الحقيقي جمال الشخصية وحلاوة السجايا ونقاء الروح وطهارتها فعينك ترى الأجمل وقلبك يغفر الأسوأ وعقلك يفكر بالأفضل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا
كيف يمكنني مساعدتك؟