راس السنة كذبة الزمن و التقاليد
🔸 *راس السنة كذبة الزمن و التقاليد*🔸
🖋 *الشيخ محمد الربيعي*
ان اهم مايميز من يريد الاحتفال بهذه المناسبة و المنعقدة في كانون الاول ، الشجرة و زمانها ، والقرآن ذكر تفاصيل عن حياة النبي عيسى ( عليه السلام ) من قبل الولادة وبعدها ، و لعل من اسباب ذلك التفصيل ، التنبيه عما سيقع من اكاذيب و خرافات مستقبلية فيما يخص احداث الولادة ، التي جعلت سببا لتوجه الى عبادة الشيطان و طاعته فيها ، بدل من ان تكون محطة رحمانية من خلالها الانسان يرتقي في انسانية ووجودة لرجوع الى الفطرة السليمة ، المؤمنة بالله تعالى والمقرة بفضلة وشاكرة نعمه.
محل الشاهد :
عمد المحتفلين في مناسبة راس السنة الى نصب شجرة ( الكريسماس ) الصناعية ، وهي الشجر الخضراء ويضعوا في اعلاها نجمه تمثل ملاك رمزا الى قصة ميلاد المسيح كما تحتوي تلك الشجر الكريسماس بشكل اساسي على اللون الأحمر و الجرس الذي يوحي بالبهجه وقدوم العيد فضلا عن النور و الشموع .
ولو راجعت تاريخ هذه الشجرة و توجيهها في اعياد المسيحية لم تجدها وانما هي عبادة وثنية في إكرام وعبادة الشجرة ، و توجهت لها المسيحية لاحقا وبالتحديد في عهد البابا القديس بونيفاس ( 634- 709 ) ، الذي ارسل بعثه تبشيرية لألمانيا ومع اعتناق سكان المنطقة المسيحية ، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد ، بل حولت رموزها الى رموز مسيحية وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس الثلاثة. غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها أُدخلت الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور – ولذلك تمت إضاءتها بالشموع – وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد “نور العالم” .
وكما تلاحظوا ان هذه الشجرة وبكل تفاصيلها ووجودها لا اثر لها نصي او وجودي نفعي بقضية ولادة السيد المسيح .
خلاف القرآن الكريم الذي اشار الى وجود شجرة ( النخلة ) ، وقضيتها في قصة ولادة النبي عيسى ( عليه السلام ) حقيقة وواقعية ولها مدخلية في قضية الولادة ، فقد اشارة ان وجود النخلة ليتساقط ثمر وهذا الثمر بكل الابحاث العلمية يثبت مدخليته واهمية في عملية الولادة .
اذن لو قارنا وجود شجرة النخلة او شجرة الصنوبر لتضح الصدق القراني في تعيين شجرة النخلة كونها لها وجودا علميا وواقعيا مايتناسب مع الحادثة خلاف شجرة الصنوبر التي هي وثنية العادة لاقيمة لها ولاعلاقة بقضية الولادة .
محل الشاهد :
زمن الولادة ، قالوا كانون الاول زمن الولادة النبي عيسى ( عليه السلام ) ، الظاهر ان القرآن عندما ذكر قصة شجرة النخلة ، لم يذكرها ايضا لمتعلقها العلمية و المدخلية في عملية الولادة فحسب ، بل حتى يمكن تحديد زمن الولادة ، والتدقيق في نوع الثمر نكتشف منه تلك الثمر في تحديد الزمن فاكد وبصراحة يتساقط منها رطبا جنيا ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )
والرطب هو التمر: الطور الخامس والأخير لثمرة التمر، فتزيد كمية اللحم فيها، وكذلك نسبة السكر، أما بالنسبة للون فهو يصبح داكنًا بشكل أكبر
استنادا لذلك يكون زمن الولادة في شهر تموز ودخولا في شهر اب اي في فصل الصيف وليس فصل الشتاء .
وبهذا ايضا الزمن لم يكونوا على صواب عندما حددوه ….
اذن ايها الاحبة :
لا شجرة هي الشجرة ، ولازمن هو الزمن ، فكيف تحكمون ، ثم على فرضكم لزمن ولشجرتكم نقول :
ان الولادة هي ولادة نبي من انبياء الله تعالى وهو النبي عيسى ( عليه السلام ) ، فهل مما يليق ان يكون الاحتفال بهذه المناسبة وهي دينية الهرج و المرج ، و ويصل الحال الى زيادة السفور و التبرج والخمور بل وتباح جميع المحرمات ، فهل عمدت السيدة الطاهرة مريم ( عليها السلام ) الى هكذا افعال او من علم بهذا المولد المبارك ، ام انهم عمدوا الى شكر الله تعالى وطاعته .
ايها الناس :
ان صح ماتقوله عن رأس السنة فإنّه يمثّل مسألة حساب للنّفس؛ أن نحاسب أنفسنا كيف كنّا في السنة الماضية، وكيف يجب أن نكون فيما نستقبل من السنة القادمة. إذا كنّا قد أخطأنا، فعلينا أن نستغفر الله من خطايانا، وإذا كنّا قد أحسنّا، فعلينا أن نستزيد من حسناتنا. أن ندرس كيف كنّا في أمّتنا في مواقع القوّة ومواقع الضّعف في الماضي، وكيف يجب أن نكون في المستقبل، ونحن نعرف أنّ الإمام زين العابدين(عليه السلام )، علّمنا كيف ندعو في الصّباح والمساء، وكيف ندعو من خلال ذلك في بداية كلّ أسبوع وكلّ شهر وكلّ سنة: “اللّهمّ واجعله أيمن يومٍ عهدناه، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه، واجعلنا من أرضى من مرّ عليه اللّيل والنّهار من جملة خلقك؛ أشكرهم لما أوليته من نعمك، وأقومهم بما شرعت من شرائعك، وأوقفهم عمّا حذرت من نهيك”. لتكن سنتنا القادمة سنةً نتقرّب فيها إلى الله، ونفجّر فيها طاقاتنا في سبيل الخير والعدل {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه