الزهراء ( ع ) قدوة العمل السياسي للمرأة
🔸️ *الزهراء ( ع ) قدوة العمل السياسي للمرأة* 🔸️
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
لماذا القدوة ؟
هذه الكلمة التي توحي بأنَّ هناك إنساناً يتحرّك في الحياة، فتتحرَّك القيمة في عقله لتتمثّل في حياته سلوكاً لا يسقط أمام التحدّي، وانفتاحاً لا يمكن أن يصير إلى انغلاق بفعل الضّغوط الّتي تحيط به. تكبر القيمة في عقله، وتذوب في روحه، ليكون التّجسيد للقيمة، ليعطينا واقعيّة القيمة.
الحاجة إلى القدوة وتلك هي المشكلة في كثيرٍ من العناوين الكبرى التي تجتذبنا إلى السّاحة أو تجتذب السّاحة، وهي: ما هي مدى حركة العنوان الكبير في الواقع؟ حتّى نؤمن بأنَّ العنوان يمكن أن يتمثّل حياةً متحرّكةً في حياتنا. من هنا، قد نحتاج إلى القدوة من خلال النَّاس الذين يمنحوننا الإحساس بواقعيَّة القيمة، بدلاً من البقاء في العنوان الفكريّ.
محل الشاهد :
عندما نستذكر الزّهراء(ع) ونستعيد حركيتها في الواقع الإسلاميّ، ووقوفها إلى جانب أمير المؤمنين(ع)، ومواجهتها لكلّ الظّلم الذي وقع عليه وعليها، وخروجها إلى نساء المهاجرين والأنصار لتذكيرهم والاحتجاج عليهم ومخاطبتهم بالحقائق الإسلامية والقرآنية، إننا عندما نستعيد ذلك كله، فإننا نستوحي منه شرعية دخول المرأة في ساحة الصّراع السياسي من موقع المسؤولية المنفتحة على الإسلام والمسلمين، لأنَّ الزهراء(ع) هي المرأة المعصومة، وبالتّالي، فإنَّ ما تقوم به من عمل وتتحرّك به أو تتتحدّث به، إنّما يمثّل شرعية بكلّ ما تعنيه الشرعيّة، كما أننا نستطيع أن نستفيد شرعيّة العمل السياسي للمرأة من القرآن أيضاً، من خلال قوله سبحانه وتعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}[التوبة:71] ، فإنّ المعروف يتسع لكلّ عدل وكل حق في الحياة، والمنكر على عكسه تماماً، فالمعروف لا ينحصر بالصّلاة والصّوم والحجّ وغيرها من العبادات وأعمال الخير، كما أنّ المنكر لا ينحصر بشرب الخمر وأكل مال اليتيم وغيرها من المحرّمات، بل هو يتسع لكلّ الظلم والباطل في الحياة.
إن المعروف والمنكر يتجاوزان ذلك، ويتجاوزان معنى الحركة الفردية في واقع المسلمين، ويمتدان إلى الحركة العامة والاجتماعية المتعلقة بقضايا المسلمين العامة. والآية الشريفة، كما نلاحظ، لم تقصر مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ بالمعنى الذي ذكرناه للمنكر والمعروف ـ على الرّجل، بل جعلت المرأة في صفّ الرّجل، والمؤمنين إلى جانب المؤمنات في هذه المهمة، وهي مهمّة الأمر بالمعروف الذي ينطلق من خلال يدٍ تتحدَّى وكلمة تثور وقلب يرفض، ومهمة النهي عن المنكر، سواء المنكر السياسي أو الشرعي أو العقيدي أو الاجتماعي، تماماً كما هي مهمة الأمر بالمعروف، تشمل الرّجل والمرأة معاً.
هكذا كانت الزهراء(ع) رائدةً في العمل السياسي والجهادي، من خلال معارضتها وثورتها واحتجاجها وخطبها في المسجد ـ مسجد رسول الله ـ ومع نساء المهاجرين والأنصار، وهكذا ينبغي أن تكون المرأة المسلمة مقتدية بالزهراء(ع) ، غير منشغلة بنفسها وزينتها عن القيام بواجباتها الاجتماعية والسياسية.
اللهم احفظ الاسلام و المسلمين
اللهم احفظ العراق و شعبه