أمنيات عراقية على أعتاب العام الجديد
كتب رياض الفرطوسي
مع نهاية أيام عام 2024 وبداية عام جديد يطرق الأبواب، تتجدد الأمنيات وتُفتح نوافذ الأمل. الجميع يتطلع إلى غدٍ أفضل، يحلم بتغيير الأحوال، وينشد بداية جديدة تعيد ترتيب الفوضى وتمنح الحياة معنى مختلفاً.
في هذه اللحظات، تختلط الأمنيات بين الشخصي والعام. هناك من يطمح إلى وظيفة جديدة، منزل دافئ، سيارة، أو شريكة حياة ترافقه في مسيرة العمر. وهناك من يحلم بمشاريع أكبر: تأسيس جمعية خيرية، إطلاق حزب سياسي، أو حتى تغيير بسيط في أسلوب حياته؛ كشراء ربطة عنق حمراء، أو التوقف عن الصراخ والانشغال بفرض الذات.
إنها لحظة إنسانية بامتياز، حيث يحق لكل فرد أن يبدأ من جديد، أن يحدد نقطة انطلاقه الخاصة ويضع أحلامه أمامه كخارطة طريق.
في العراق، تحديداً، تأخذ الأمنيات طابعاً خاصاً، مُثقلاً بتحديات الواقع. نحلم أن نرى يوماً يتوقف فيه المواطن العراقي عن الحديث عن الجوع، الفاقة، والضياع. نحلم بوطن يخلو من الفقر، وبمشروع سياسي موحد يعيد لملمة شتات البلاد. نحلم بأن يختفي مشهد الانقسام بين الربح والخسارة، وأن يصبح الأمل عنواناً عاماً للجميع.
من بين أمنياتي الشخصية لهذا العام أمنية تحمل ثقل الفقد: أتمنى أن يتوقف موت أصدقائي. لقد صار الموت أكثر حضوراً من الحياة، يترك خلفه فراغاً قاتلاً، ويُثقل القلب بأحزان لا تُحتمل.
رأس السنة ليست فقط بداية زمنية جديدة؛ إنها مساحة للحلم. فرصة لأن نتمنى، ونسعى لأن نجعل العام القادم مختلفاً. نأمل أن يكون وليداً نقياً، خالياً من البشاعات التي أرهقتنا وأثقلت قلوبنا.
ربما يبدو الحلم مستحيلاً، لكن الأمل هو ما يبقينا مستمرين. كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم أقرب إلى تحقيق أحلامكم، مهما بدت بعيدة.