شارع الفراهيدي والطموح المنشود.
شارع الفراهيدي والطموح
المنشود.
كتب عبدالاميرالديراوي
مساء كل جمعة يكون لنا موعد شبه رسمي للقاء الأصدقاء في شارع يسمى جزافا شارع
الفراهيدي وحاشى أن يكون للفراهيدي صاحب
الأدب الرفيع وواضع علم عروض الشعر رأي في تواجد الناس هنا وهم يروحون ويجيئون في مساحته الطولية أما عرضه فلا يتجاوز عشرة
أمتار وفيه منصتان للإحتفالات أو الفعاليات
التي تقام فيه .
للفراهيدي الشارع خاصية جميلة هي أن نلتقي نحن الذي نهوى ونشتغل بالكتابة نرى بعض أصحابنا
نسلم عليهم نتفقدهم وقد نحسد بعضنا على قميص جديد يلبسه أحدنا أو مسبحة فاخرة تداعبها أصابعه في حين ترسل
عيوننا إشارات فرح وإعجاب عندما تمر الحسناوات بالقرب منا فهن من يضفن للشارع سرورا وجمالا فالجمهور
الذي يتواجد في الشارع تشعر إنه يأتي محبة بالأدب ورواده الذين يتوقع
وجودهم فيه ليبدأ معهم الحوارات أو المناقشات الأدبية أو رأي بكتاب أو قصيدة لكنه يفاجئ بأن لا مكان يلتقون به أو إن الأدباء أنفسهم غابوا عن الشارع بعد تعبهم من الوقوف فالمساطب التي وضعتها البلدية أحتلها الباعة الذين يفرشون حاجاتهم المختلفة
أمامها وكذلك باعة المأكولات .
كنت في مساء الجمعة الأخيرة قد حضرت للشارع
مبكرا بإنتظار أن يأتي صديق يعيش في إستراليا وقد جاء بزيارة للبصرة فدعاني لأن نلتقي في عند الفراهيدي وعندما حضر جلسنا بين مكتبتين
مع مجموعة أخرى من الأساتذة الجامعيين ولاحظت إنهم جلبوا معهم
مجموعة من الكراسي وترامس الشاي والقهوة ولومي بصرة وتشكيلة جميلة من الحلويات وهو
ما يؤكد عدم تواجد المكان المناسب للجلوس وكنا ندعو الى أن تقوم البلدية
أو أية جهة أخرى بإنشاء مقهى ولو طوليا يلوذ به رواد الشارع أو يلتقي به من أنشا الشارع من أجلهم وأقصد الأدباء والمثقفين والصحفيين فضلا عن إنشاء حمامات وإعطاءالشارع أهمية إستثنائية سيما وإننا مدينة تقام بها مهرجانات
مهمة كمهرجان المربد وغيره فأين يجلس الزوارعندما
يفدون إليه .
تعودنا بأن يكون الفراهيدي ملاذنا مساء كل جمعة لكن سرعان ما نغادره لتعب أرجلنا من التطواف ، أو نلهي أنفسنا لنشرب القهوة الذي جلب بائعها
الكراسي معه ،
أو نأكل الدولما وقوفا من
النساء اللواتي يتواجدن فيه .
لا أريد هنا أن أنقل صورة
سوداوية عن الشارع لكني
أرى وأدعو مخلصا أن تتطور منشآته ليكون بحق من الملتقيات الجميلة لأن أهل البصرة يستحقون أن يلتقوا بشارع ثقافي يرتقي لعطاء البصريين وفعالياتهم الثقافيةوالإجتماعية أيضا ،
والله من وراء القصد .