آخر الأخبار
ألمقالات

سوريا و الظهور

🔸️ *سوريا و الظهور* 🔸️
🖋 *الشيخ محمد الربيعي*
كثر الكلام هذه الايام عن سوريا و سفياني ، وربط الاحداث الجارية اليوم بالقضية المهدوية ، ونتيجة ذلك انتشرت الاسئلة و التحليلات حول هل حان الوقت لتحقيق هذه العلامة ام لا ؟
والعجيب ان يطول الكلام في ذلك مع وجود التأكيد ان في قضية الامام المهدي (ع ) ، يجب الاهتمام بالشروط الظهور ، لا بالعلامات مع بقاء قيمة العلامة محفوظة ضمن دائرة القضية المهدوية ، وللعلم ان المدخلية المباشرة في تحقيق العدل الالهي هو الشرط لا العلامة .
ان العلامات هي امرها موكل الى التخطيط الرباني وليس لها حتمية الحصول فممكن تقع و ممكن لا ، قد يجري امر الله بان تكون او لاتكون ….
محل الشاهد :
ان الامام المهدي(ع) سيظهر عندما يريد الله له أن يظهر كما أنه غاب عندما أراد الله أن يغيب، ما ينبغي أن يكون السؤال عنه ما هي مسؤولياته؟ ما هي إيحاءاته؟ كيف يكون انتظاره؟ هل هو انتظار المنهزمين أم انتظار الثائرين؟ ولتكن ثورتنا على الظلم كلّه مقدمة في إيجاد الأجواء الصالحة لأن ينفتح الناس على ثورته، قال الرسول(ص) «من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ومعناه أن على الإنسان في كل زمن فيه إمام أن يحاول البحث عنه وأن يتعرف عليه وأن يتبعه.
لا ان يكون عبد الى العلامات واسيرها وهل علينا ان نجمد الدين و حركتنا ونعول امورنا المصيرية على العلامات وغيرها من المخدرات العقيدة التي تجعل من المؤمن المتحرك الى مؤمن جامد ذي خمول اسير بعض المعتقدات التي حول وجودها الايجابي الى وجودا سلبي …
حتى اصبح هناك مجموعة علماء يروّجون لفكرة أن انتظار الحجة(ع) يعني الاكتفاء بالدروس والعبادة وأداء الشعائر، أما الأمر بالمعروف والعبادات الصعبة فتترك للحجة هو الذي يديرها وينظمها ويجريها؟
ذلك يعني أن الله سبحانه وتعالى قد جمد الإسلام وجعله في زمان النبي فقط وبعض زمان الأئمة وانتهى بعد ذلك فلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ولا جهاد ولا دعوة إلى الله.
فأحسن شي‏ء في نظر هؤلاء أن نقعد ونصلي في المساجد ونقرأ التعازي ونشرب الشاي ونخرج للزيارة ونترك الناس للفساد والاستكبار ليعمّ الظلم ويستشري.
وهناك بعض الناس الذين يقولون أنه لا يجب على أحد أن يقف ضد الظالم لأن الإنسان إذا كان يدعو إلى العدل وإلى تغيير الواقع وإلى ظهور الإسلام فسوف يعطّل ظهور الحجة(ع) وهذا يعني أننا يجب أن ندعو إلى الظلم، وإلى معصية الله وإلى الكفر ليقرب ظهور الحجة(ع) هذا هو منطق هؤلاء، أما منطق القرآن فهو: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}(آل عمران:104).
وحديث النبي(ص): «قال: كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم،ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟! قال: نعم، وشر من ذلك كيف لكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول الله؟ ويكون ذلك؟ قال نعم، وشر من ذلك ثم كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً» فلقد تكلم(ص) عن المستقبل.
لذلك فالصلاة هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والجهاد مثل الصلاة والصوم، والصلاة لها شروطها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، له شروطه والجهاد له شروطه، لكن ليس معناه أن يعطل في غيبة الإمام فنحن نقول إن تكليفنا وواجبنا أن نهي‏ء قبل ظهور الإمام(ع) في كل بلد وفي كل منطقة جنوداً له، وإذا أمكننا أن نصنع له دولة هنا ودولة هناك فيجب علينا ذلك.
لذلك فإن بعض الناس ممن يحبون الراحة يأخذون ببعض الرويات انها الحقيقة الثابته.
حتى يظهر قائمنا، هذه أخبار كان لها دور في زمن الأئمة(ع) لأن بعض الشيعة المتحمسين بشكل متهور وبشكل انفعالي دفعوا الأئمة للطلب منهم أن يقعدوا تحذيراً من مغبة انفعالاتهم وقد قال السيد الخوئي (رحمه الله) في كتاب «الجهاد» الذي أصدره قبل وفاته بسنين (حتى الجهاد الابتدائي ثابت في زمان الغيبة وليس الجهاد الكفاحي فقط)، ولذلك فأن مشكلة كثير من الناس أنهم يستغرقون في الأحاديث من دون دراسة لها ولا يستغرقون في القرآن، فعلينا أن نتعرف على روح الإسلام من القرآن وكل ما خالف كتاب الله وروح كتاب الله ومفهوم كتاب الله وأصالة كتاب الله وخط كتاب الله (فهو زخرف يضرب به عرض الجدار) كما قال أئمة أهل البيت(ع).
علينا أن يكون انتظارنا له انتظار المجاهدين، وانتظار العاملين وانتظار الدعاة إلى الله لا انتظار الخاملين المنهزمين الخائفين الذين يعيشون الحياة استرخاءً ولا يعيشونها رسالة.
إن علينا أن ننتظره في الطريق والطريق الذي سوف يأتي فيه وهو طريق التحدي للكفر وللاستكبار والتحدي للظلم.
فإذا وقفنا في طريق التحديات الكبرى التي تواجه الأمة وكنا في هذا الطريق فسنلتقي به إن عاجلاً أو آجلاً فإن طريق العدل هو الطريق الذي يمر بالأجواء التي نحارب فيها الاستكبار كبيراً كان أو صغيراً….
اما «الدجّال» و«السفياني» وهل هما موجودان وهل يخرجان في آخر الزمان او هذا الزمان وووو؟
دعونا نبصر الكثير من الدجالين والسفيانيين المنتشرين هنا وهناك. ثم إن السفياني والدجّال حينما يأتيان فستعرفونهما بشكل طبيعي أمّا الآن فيجب أن نكتشف الدجّالين في المجتمع حيث أن هناك دجّالي الدين والسياسة والاقتصاد والأمن فلابد أن نشتغل بالقضايا التي ترفع مستوى حياتنا والتي لها صلة بالعقيدة وبحركة الواقع.
أما الدجّال والسفياني فكل شي‏ء في وقته وإذا كان علينا أن نبحث عن الدجّالين والسفيانيين فليس عن دجّال واحد ولا سفياني واحد.
اما السيدة زينب ( عليها السلام ) ومجريات الاحداث …
نقول :
سيبقى دين الله الحقيقي بخير مادام هناك قاعدة ان الحق هو الغالب و المنتصر ، وسيبقى المذهب بخير مادام وجود عقائدي نعتقد به وهو الامام المهدي ( ع ) ، والتاريخ شاهد كم وكم مخططات عملت في سبيل هدم مذهب اهل البيت ( عليهم السلام ) ، لم يستطيعوا وخصوصا ان مذهب محفوظ من قبل الله ، وتبقى كلمات السيد زينب ( عليها السلام ) ، بوجه بن الدولة الرومانية يزيد بن معاوية بن ابي سفيان الملعون النسب ، ساريه الى ماشاء الله حيث قالت وتبقى مقولتها لكل زمان و مكان
{ فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا }
اذن مهما كادوا وسعوا لن ينمحوا مذهب اهل البيت ( عليهم السلام) وسنبقى باقين و منتصرين وستبقى السيدة زينب شامخة لانها سيدة القلوب وليس سيدة بالحجر
اللهم انصر الاسلام و المسلمين
اللهم انصر العراق و شعبه

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟