آخر الأخبار
الرئيسية

“كيف سينتهي النزاع في سوريا: دبلوماسياً أم عسكرياً ” ؟

كتب رياض الفرطوسي
إن انتهاء النزاع في سوريا يعتمد على مجموعة معقدة من العوامل المحلية والإقليمية والدولية. سواءً كان الحل دبلوماسياً أم عسكرياً، فإن ذلك يرتبط بتوازن المصالح بين القوى الكبرى واللاعبين الإقليميين، بالإضافة إلى التطورات الميدانية داخل سوريا .
اولاً. الحل الدبلوماسي : إمكانية صعبة ولكن ليست مستحيلة . الحلول الدبلوماسية تتطلب توافقاً بين الأطراف المتنازعة داخلياً وخارجياً. يمكن أن يحدث ذلك إذا: توصلت القوى الدولية (روسيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، إيران، تركيا، ودول الخليج) إلى اتفاق على صيغة تقاسم للنفوذ، مع الحفاظ على سيادة سوريا . إطلاق عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة تضمن انتقالًا سياسياً يتفق عليه النظام والمعارضة ضمان مصالح الأطراف الإقليمية (تركيا بشأن الأكراد، وإيران بشأن نفوذها الاستراتيجي) . إعادة إعمار سوريا كحافز اقتصادي للأطراف المشاركة في الحل . رغم هذه الإمكانيات، إلا أن التجاذبات الدولية، وغياب الثقة بين الأطراف السورية، واستمرار العداءات، تجعل الحل الدبلوماسي بطيئاً ومعقداً .
ثانياً. الحل العسكري : استمرار المواجهات وتقاسم الأمر الواقع . في حال تعذّر الوصول إلى توافق دبلوماسي، قد يظل النزاع محتدماً، مع احتمال استمرار الوضع الحالي حيث : تقاسم النفوذ العسكري بين القوات الحكومية، المعارضة المسلحة، قوات سوريا الديمقراطية، والتنظيمات ( الجهادية ) . التدخلات الإقليمية (مثل تركيا في الشمال وإيران وروسيا في الجنوب) قد تُرسّخ حدود الأمر الواقع دون حسم شامل . استمرار العنف في بعض المناطق مع جهود النظام لاستعادة السيطرة على الأراضي المتبقية ببطء وباستخدام القوة العسكرية .
العوامل الحاسمة لتحديد المسار .
الدور الروسي والأمريكي: روسيا تدعم بقاء النظام الحالي، بينما تضغط الولايات المتحدة لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا. أي تقارب بين هذين الطرفين قد يسهم في حل سياسي. الموقف التركي: يلعب دوراً كبيراً في الشمال السوري، وسياسات أنقرة تجاه الكرد والمعارضة قد تعيق أو تدفع نحو حل عسكري أو سياسي. الوضع الداخلي السوري : الإرهاق الشعبي، وتدهور الاقتصاد، قد يدفع الأطراف السورية إلى قبول حلول وسطية لإنهاء النزاع .
السيناريو المتوقع
من المحتمل أن يكون الحل مزيجاً بين الحل العسكري والسياسي. استمرار النزاعات على المستوى الميداني لفترة أطول . تراجع المواجهات تدريجياً في ظل توافقات دولية تُرسي “سلاماً هشاً ” عبر تقسيم غير رسمي لمناطق النفوذ . دخول سوريا في مرحلة إعادة الإعمار بتمويل خارجي مشروط بتسوية سياسية تحفظ المصالح الإقليمية والدولية . النزاع السوري لن ينتهي بسهولة أو بسرعة، لكنه قد يدخل مرحلة تسوية جزئية تُبقي على نفوذ القوى الكبرى، بينما تُخفّف من معاناة الشعب السوري .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
أفتح الدردشة
اهلا بك في وكالة الراصد نيوز24
كيف يمكنني مساعدتك؟