الحياة لا تعطي المحتاج بل تعطي المكتفي


الدكتورة ابتهال ناجي كريم .
عبارة تجمع بين منظورين متكاملين يجمعان بين العلم والروحانية. فمن ناحية علم النفس، تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بالكفاءة الذاتية وموقع السيطرة الداخلي، أي من يثقون بقدراتهم ويشعرون بالاكتفاء الذاتي، يكونون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافهم. هذه النظرة الإيجابية لأنفسهم تُساعدهم في استغلال الفرص وتحويل التحديات إلى نجاحات ملموسة،
ومن الناحية الطاقية، يُفسَّر هذا القول بأن الشخص الذي يشع طاقة إيجابية وثقة داخلية يُرسل ترددات تتناغم مع مجريات الكون، مما يجذبه نحو الوفرة والنجاح. على الرغم من أن هذا الجانب لا يحظى بنفس الصرامة التجريبية كالدراسات النفسية، إلا أن ممارسات التأمل واليقظة الذهنية أثبتت تأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، مما يعزز فكرة أن الطاقة الداخلية يمكن أن تؤثر في النتائج الحياتية .
وفي سياق يتماشى مع هذا المفهوم نجد الآية القرآنية: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” (الرعد: 11). هذه الآية تؤكد أن التغيير الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان؛ فعندما يُحدث الفرد تغييرًا في نفسه ومعتقداته وسلوكياته، فإن الظروف الخارجية تتبدل لتستجيب لهذا التغيير.
بالتالي، لا يكون الأمر مجرد اختلاف بين العلم والطاقة، بل هما وجهان لعملة واحدة تدعوان إلى تطوير الذات، حيث يُساعد كل منهما على تعزيز الثقة بالنفس والإيجابية التي تُترجم في نهاية المطاف إلى تحقيق النجاح والوفرة في الحياة.”