🔸️ *المجاهد يحارب اليأس بالتوكل*🔸️
🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
ان طمع المحتل و المعتدي لا حد له ، فان وصل الى قمر طمع في الوصول الى مريخ ، ولو ملك الارض رمى بطرفه نحو السماء طمعا .
وهذا ايضا طبيعة كل محتلين بل وكل انسان استسلم لرغابته وشهواته يظل أبدا مريضا منهوكا .
إلا إن المؤمنين المجاهدين يتغلبون على شهواتهم ويحطمون في نفسياتهم روح الطمع ، لكي تنمو بدل ذلك في ذواتهم روح التطلع اما غير المؤمنين فسرعان مايخبو التطلع في نفوسهم ، ذلك حينما تخيب مساعيهم فتتحطم آمالهم ويسيطر اليأس عليهم بينما المؤمن المجاهد لا يعرف اليأس اليه سبيلا ، ويظل بمنأى عن القنوط لما يمتلكه من ملاذ حصين هو التوكل على الله سبحانه وتعالى ، اذ كلما استبد به اليأس ارتمى في حصن التوكل فتنقشع عنه غيوم الاحباط والقنوط ويتجدد الامل ويتجدد معه العزم و النشاط والسعي متطلعا لوضع أفضل وعمل أقرب لرضا الله سبحانة ، وبذلك تبقى شعلة التطلع وهاجه في قلب المؤمن المجاهد .
هنالك قناعته لدى المؤمن المجاهد وهي أن كل حركة من حركاته أو سكنه من سكناته مرصوده له لا تتبخر ولا تنتهي بل هي مسجلة له أو عليه.
﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ● وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ● ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ●﴾ ، ويقول سبحانه ( والله معكم ولن يترك اعمالكم ) ، فلن يقطع الله عزوجل عمل الانسان ولن يفوت عليه مثقال من ذرة عمله .
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )من هذا اليأس لايدري كيف يتسلل الى المؤمن المجاهد ، والخوف من الفشل لايستطيع ان ينال منه ، لان المؤمن المجاهد يدرك ان اعماله لن تذهب سدى ، حتى ولو تثمر أو لم تظهر النتائج في حياته ، فما على المؤمن الا ان يعمل ، اما النتيجة فهي عند الله ، وما دام العمل محفوظا فأن النتائج الانية ، مثل الربح أو الخسارة ، النصر أو الهزيمة ليست مهمة في الدنيا بل حتى الهزيمة لا يسميها الاسلام كذلك ، انما يسميها احدى الحسنيين النصر او الشهادة فقد جاء في كتاب الله عزوجل ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ) ، فشهادة للمؤمن حسنى و المحظوظ من ينالها ، ( وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
فالمؤمن المجاهد يصل الى هدفه سواء في العاجل او الاجل ، لانه يؤمن بان الله معه ، وعنده يقين بالمستقبل ذلك اليقين الذي يدعم أساس التطلع في نفسه ، ويرسخ الايمان بالاخرة والذي هو بدوره يذكي روح التطلع في نفس المؤمن .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
