الزهراء ( ع ) ضابطة الرضا و الغضب الالهي
🔸️ *الزهراء ( ع ) ضابطة الرضا و الغضب الالهي*🔸️
🖋 *الشيخ محمد الربيعي*
( ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلاّ ان قالوا والله ربنا ماكنّا مشركين ) .
هناك من خالف الحق و ترك من يرشده للحق ، بل وعمد الى قتل وتآمر على من كان دالا على الحق ، واتبع الظن و هواه ( ان يتبعون إلا الظن وما تهوي الانفس ) ، يعني هم ضلوا عن المعرفة الحق والقواعد المعرفية الحقة في معرفة ( الحق و اهله ) ، بمعنى ضعوا أصناماً ظاهرة يعبدونهم م دون الله ويصلون لهم ولكنهم أتخذوا رجالا من دون ولي الله و حجة الله فأمرهم بخلاف ما أمر الله فأطاعوهم في خلاف أمر الله فعبدوهم من حديث لا يعلمون فرد عليه سبحانه فقال أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ، وقال الإمام الصادق عليه السلام حكاية عنهم هيهات فات قوم وماتوا قبل ان يهتدوا وظنوا انهم آمنوا واشركوا من حيث لا يعلمون .
إذن لا يعرف الحق احد من الخلق حق معرفته حتى يأتي بالشروط التي تتوقف عليها المعرفة وهذه الشروط كلها هي معرفة اهل البيت (عليهم السلام) بما فيهم السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ،التي هي قطب الرحى التي تدور عليها معرفة أهل البيت .
محل الشاهد :
الاحاديث المروية في حق السيدة الزهراء ( عليها السلام ) اعطتها اربعة خصائص خاصة جدا وكانت هي بمثابة الدلالة الدالة الصريحة على موقف الانسان باتجاه الحق ام الباطل وميزان ذلك هي السيدة الزهراء ( عليها السلام ) :
الرويات اشارت الى طوائف اربعة :
●1 ـ الطائفة الاولى : اذاها عليها السلام هو أذى الله تبارك وتعالى .
● 2 ـ الطائفة الثانية : رضاها عليها السلام هو رضى الله تبارك وتعالى .
● 3 ـ الطائفة الثالثة : حبها عليها السلام هو حب الله تبارك وتعالى .
● 4 ـ الطائفة الرابعة : غضبها عليها السلام هو غضب الله تبارك وتعالى .
ونستفيد من خلال التأمل والتمعن في مدلولات هذه الروايات أنه لا معنى لارتباط أذية ورضى فاطمة وغضبها بالله تعالى اذا لم تكن معصومة بالعصمة المطلقة ، فالله تبارك وتعالى جعلها معبرة عن غضبه ورضاه لكونها معصومة بالعصمة المطلقة الذاتية وإلاّ فان هكذا قول يكون في غاية الوهن والعبث وعدم الحكمة . فالله تبارك وتعالى جعل فاطمة عليها السلام المعبره عن غضبه ورضاه وعلى لسان نبيه الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذا يدل على انها عليها السلام معصمومة ولا تفعل إلاّ برضا الله تبارك وتعالى . وعلى كل حال فان جميع الروايات المروية عن لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) جاءت لتؤكد هذه الحقيقة وهي كون فاطمة لها ارتباط بالله تعالى وتوحيده سواء كان هذا الارتباط تارة يأتي على هيئة غضب الله أو رضاه أو على هيئة حب الله تبارك وتعالى أو أذاه . وإليك بعض النصوص التي بينت هذه الطوائف الأربعة من الروايات :
* جاء في تفسير قوله تعالى ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً ) أنها نزلت في غصب حق أمير المؤمنين عليه السلام ، وأخذ حق فاطمة « أذاها » ، قد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله وهو قول الله عزوجل : ( ان الذين يؤذون الله ورسوله ).
أقول : يظهر من هذا الآية ان الله تبارك وتعالى يتأذى من فعل بعض القوم ومن المعلوم ان الله لا تصل إليه اذية أي بشر بالمعنى وانما جعل بعض المؤمنين والذين هم أهل بيت النبوة مظهر من مظاهر أذيته اذا تؤذوا هم عليهم السلام ، وهذا نص صريح في كونهم مر تبطين بالله ، فالغضب الإلهي يتجلّى في غضبهم كما أنّ غضبهم مرآة غضب الله ، وكذلك الحال في الرضا .
* وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : « ان فاطمة بضعة مني … وان الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها » .
* وورد عن تفسير الثعلبي باسناده عن مجاهد قال : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أخذ بيد فاطمة (عليها السلام) وقال :
« من عرف فاطمة فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي الذي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله » .
* وروي عن الإمام الصادق عليه السلام عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم *انه قال :
« يا فاطمة ، ان الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك ». وهذا الحديث يعتبر من أهم الاحاديث التي رواها العامة الخاصة ولقد وجد لهذا الحديث عدة أسانيد مختلفة سواء عن النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) مباشرة أو عن ائمة الهدى عليهم السلام فتارة يكون الحديث عن الإمام الحسين عليه السلام واخرى عن الصادق والباقر أو عن الإمام زين العابدين وهكذا نجده بأسانيد مختلفه ولكن المحتوى واحد والمضمون لا يختلف وهو ان الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها .
* وروي عن الإمام الصادق عليه السلام هذا الحديث حيث قال جده النبي صلى الله عليه وآله وسلم « يا فاطمة ، ان الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك » ، وقد أثار هذا الحديث بعض الشباب الذين كانوا في زمن الإمام عليه السلام ومنهم صندل الذي جاء إليه وقال له : يا ابا عبدالله ان هؤلاء الشباب يجيئونا بأحاديث منكره .
فقال : له جعفر عليه السلام : وما ذاك يا صندل ؟
قال : جاء عنك ، انك حدثتهم ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها !
قال : فقال جعفر عليه السلام : يا صندل ، ألستم رويتم فيما تروون : أن الله تبارك وتعالى يغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه ؟! قال : بلى
قال : فما تنكرون ان تكون فاطمة عليها السلام مؤمنة يغضب لغضبها ، ويرضى لرضها ؟!. قال : فقال : « الله أعلم حيث يجعل رسالته » .
ويظهر من هذا الحديث ان مسألة انكار أحاديث أهل البيت في قضية فاطمة الزهراء وان رضاها رضا الله ورسوله كانت موجودة من زمن الأئمة (عليهم السلام) ، وكذلك توجد نقطة مهمة ونكتة خافية وهي ان الرسول انما تحدث بهذه الاحاديث في فاطمة ( عليها السلام) ليؤكد على مسألة مهمة وهو ان فاطمة (عليها السلام ) سوف تظلم وتؤذى من بعده ، لذا سوف ترضى عن بعض المسلمين وتغضب على البعض الاخر فلذلك أعطى الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) ضابطة كلية في مسألة تقييم بعض الشخصيات في زمن فاطمة عليها السلام ألا وهي ضابطة الرضا والغضب بالنسبة لفاطمة ، فكأنما يشير غلى ما سيجري عليها من الظلم من بعده .
اذن تبين لنا من خلال تفسير الآية المباركة ( ان الذين يؤذون الله … ) وبيان بعض الاحاديث الشريفة حول رضا فاطمة وغضبها وانها مقرون برضا الله وغضبه ، انها (عليها السلام ) .
هنا يرد هذا السؤال ا ما الفائدة فى ارتباط غضب فاطمة ورضاها بالله تعالى ؟ والجواب يظهر من خلال متابعة القرآن الكريم والاحاديث التي روية من خلال الكتب المعتبرة والذي نراه وحسب فهمنا القاصر ان بعض الثمرات هي :
1 ـ أن كل من آذى فاطمة فقد آذى الله ورسوله لذا سوف يستحق اللغنة بنص القرآن الكريم ( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله … ) هذا في الدنيا .
2 ـ اعداد العذاب الالهي للذين يؤذون الله تعالى في ذرية رسوله ( واعد لهم عذاباً مهينا ) .
3 ـ ونستفيد من بعض الروايات ان الله تعالى ليغضب لغضب المؤمن فكيف بإبنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
4 ـ اعطاء ضابطة مهمة من الناحية التأريخية وهي كل من ثبتت أذيته لفاطمة في حياتها لابد من لعنه والبراءة منه وكل من سار على منوال الظالمين للزهراء في حقها ورضايتهم على فعل الظالمين فهم مع الظالمين يجب لعنهم في الدنيا والبراءة منهم وكثيرة هي الثمرات في هذا الارتباط وفي الذي سردناه لك كفاية لمن يرجوا الوصول الى حقيقة الامور .
اللهم احفظ الاسلام والمسلمين
اللهم احفظ العراق و شعبه