شجون عراقية:( الفائض والزيادة في مجتمعنا!!)
بقلم: د . كريم صويح عيادة
يعاني مجتمعنا من ترهل وبدانة في كثير من الامور، جعلته يحتاج للرشاقة خلال حركة الزمن ولكي يسترجع الثقة بين ابناءه في التعامل، ومن تلك الزيادات:
جسديا: لدى رجالنا ونساءنا واطفالنا وحتى لدى الطبقة الفقيرة منا زيادة بالوزن المفرطة، وتقزم حديث العهد باطفالنا، وولع مبالغ به في مراكز التجميل !!.
سياسيا؛ لدينا وفرة في أعداد الاحزاب السياسية اكثر من أي دولة في المنطقة والعالم، ولدينا ساسة وقادة وتاج راس اكثر حتى من الصين.
اقتصاديا: رغم فائض النفط، لكننا من اكثر بلدان المنطقة فقرا وبطالة وفسادا، ومع الزمن يزداد مستوى الفقر، وجيوش العاطلين تجوب المقهي والكوفيهات، والفساد بحر هائج يفيض يمينا ويسارا.
تعليميا: لدينا من المدارس والجامعات الاهلية يتجاوز كل النسب العالمية، ومعظمها تخرج جيوشا من الاميين !!.
اداريا: لدينا من الموظفين ما يفوق معظم دول العالم، والروتين والرشاوي والبيروقراطية كوابس تهز كيان وجيب أي مراجع لدوائرنا.
دينيا: لدينا فائض تدين “هدي ظاهري”، وفائض من الوعاظ ومع ذلك لدينا زيادة في النفاق والكذب والفساد والتدليس ما انزل الله بها من سلطان.
فكريا: لدينا نزعة للتطرف بكل انواعة، وولع بنظرية المؤامرة علما اننا لا نملك شئ مميز يجعل العالم كله يتأمر علينا.
اجتماعيا: لدينا رغبة ومحبة للتسلط والمركزية رغم ادعاء معظمنا نبذههما، فرب العائلة والمعلم والطبيب ورب العمل والموظف البسبط والنجار والحداد والفيتر والسباك وسائق المركبة كل منهم طاغية في موقعه، ومدير المؤسسة دكتاتور بامتياز، وأما الزعامات والقيادات فمن صنف الجبارين الذين يشعرون انفسهم تحت الله بشبر.
العطل: لدينا انواع من العطل عامة ومحلية، وطنية وقومية، دينية ومذهبية، وعطل كلما ارتفعت درجة الحرارة او نزلت زخة من المطر وحديثا عطلة مع كل مباراة للمنتخب.
نفايات: مدننا وشوارعنا وساحتنا واسواقنا فيها الكثير من النفايات والاكياس السوداء!!، ربما الاعلى على مستوى العالم.
جغرافيا: لدينا نهرين وأهوار ومياة جوفية كبيرة وارضنا كانت تسمى ارض السواد “الخضراء” لكننا نستورد كل الخضار والفاكهة من الجوار، والتصحر في تزايد في اراضينا، واحيانا نستورد قناني الماء..
مروريا: لدينا زيادة في اعداد السيارات والتكاتك والستوتات والدرجات تفوق كل بلدان المنطقة.
عاطفيا: لدينا مشاعر جياشة في المحبة والكراهية، فالذي نحبه نجعله ملاك وشبيه يوسف ع خلقا واخلاقا ونبكيه بعيون يعقوب، والذي نكرهه نجعله من نسل أخوة يوسف بل شيطان رجيم.
وطنيا: لدينا فائص بالوطنية وكثرة بالعملاء، جميع الاطراف تدعي حب الوطن، وكل طرف يتهم الاخر بالعمالة والخيانة والكفر وابن الزنى، لذلك ترانا من اكثر المجتمعات تردد جملة “افحص الDNA لتتاكد من اصلك” نطلقها لكل من يخالفنا الرأي او لديه رأي اخر.
كل شيء عندنا فيه زيادة “أوفر”، فلا أهتمام بصحة اجسادنا من الاكل والسمنة، ولا هناك أصول للمهن والعمل يجب الالتزام بها، ولا أصول للحكم تحدد من فساد المسؤولين، ولا توجد رشادة في النصح والقول، ولا حسيب ولا رقيب يخاف الله وضميره..لذلك الكل متذمر وتعبان، والجميع قيّم على الجميع، والجميع يتسلط على الجميع، والنتيجة الفقر والجهل والفساد والمرض والانحراف اصبحت جزءا من حياتنا.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.