فرحان الخطيب
فرحان الخطيب
شاعر وناقد عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا
صدر له 8 دواوين شعرية كتب في الصحف
السورية العراقية الجزائرية المصرية شعرا ونقدا
كتاب جلنار الكلام / قيد الطباعة يتضمن ما كتبه النقاد
من دراسات عن شعره وجميل ماكتب قصيدته الرائعه
* وجع النّخيل *
شعر : فرحان الخطيب
بغدادُ وجهُكِ لا يزالُ جًميلا
ويفيضُ ألفَ بُطولةٍ ونًخيلا
بغدادُ ترقصُ فوقَ كفّي طفلةً
عربيّةً … لاتقبلُ التأويلا
بغدادُ أُغمضُها عيوني غَفْوةً
فيطلُّ وجهكِ في الدّجى قنديلا
بغدادُ كيفَ تطوفُ حوليَ رقّةٌ
وأُجانبُ الهمساتِ والتّقبيلا
بغدادُ كيف تضوعُ حولي وردةٌ
فأَغضُّ طرفيَ او أُشيحُ ذبولا
بغدادُ تُوقِعُ في شباكِ هيامها
من نظرةٍ ..لا لا.. تريدُ دليلا
ريّانةُ اللمساتِ ، ساحرةُ اللمى
تُشفي ..ولو كان الزمان عليلا
تحتارُإنْ عطفتْ عطفتَ وإنْ نأتْ
فلَربّما عشتَ الوجودَ قتيلا
* * *
بغدادُ لو لاحتْ بأفقٍ كوكبا
لَبَنيتَ في أفقِ السّماء مَقيلا
أسري إليها والطّريقُ طويلةٌ
وألمُّ بعضيَ قاصداً مذهولا
تطوي إليكِ الشّمسُ جلَّ دروبِها
ماظلَّ دربٌ لو رغبْتُ طويلا
كم اشتهي بغدادَ تمنحُ ودَّها
وتذبُّ عنّيَ لائماً وعذولا
بغدادُ قمحٌ في سماء بيادرٍ
عرباءَ ..تأبى انْ تعيشَ نُحولا
* * *
يا أيّها العربيُّ ذاكَ فراتنا
إنْ تحتضنْهُ فقدْ حضنتَ النيلا
فافردْ جناحيكَ اللذين تكاسلا
وجُبِ الفضاءَ .. أمَا كفاكَ خمولا
هَبْ انّ بغدادَ احتمتْ بجهنّمٍ
فمتى قَرينا جهنّمَ التّبجيلا؟
هَبْ انّ ضوءَ الشّمسِ يبزغُ فجأةً
من فاسقٍ ..أفلا تشكٌّ قليلا؟
هَبْ انّ شوكَ القفّرِ يحرقُ جلدَها
أَتُهبُّ تشعلُ في الهجيرِ فتيلا؟
وَهَبِ العراقَ يلوذُ في حرماتنا
فمتى خذلْنا قاصداً ودخيلا؟
هُوَ دجلةُ الظمآن يطلبُ مورداً
فَأَدرْ لهُ دمعَ العيونِ سيولا
فَلَربَّما نحتاجُ ردَّ جَميلهِ
يوماً ، ونخشى أنْ يكونَ بخيلا
* * *
خَجلٌ انا ، لو كنتُ جمْرَ قصيدتي
لأحلتُها ضدَّ الغزاةِ خيولا
لو انني اسطيعُ سرْجَ حروفها
أججتُ ساحَ الرّافدينِ صهيلا
لتصيرَ تلكَ الارضُ حبلى بالفدا
ويطفُّ رحمُ الرافدينِ فحولا
. * * *
انا لمْ ازرْ بغدادَ إلّا أنني
صلّيتُ فيها غدوةً وأصيلا
انا لمْ ازرْها ، غيرَ انّ بلاغةً
هطلتْ على نبعِ القريضِ هطولا
انا لمْ ازرْ جَدّي فجاء إلى هنا
فكراً ، ومجداً ، عالماً وجليلا
ورحلتُ في جسد المعرّي قاصداً
أسَّ الفصاحةِ ، فاكتسبتُ جزيلا
ولأنّها ، ولأننا ، لاتحرقوا
نخْلَ العراق ، فما العُراقُ ضئيلا
عُذْراً بيانَ قصيدتي لم استطعْ
انْ أُكثرَ التلوينَ والتّظليلا
ولأنهمْ لايدركونَ كنايةً
فَلَبَستُ ثوبَ صراحتي مغلولا
بغدادُ ضمّي جانحيكَ محبّةً
وتمرّدي ، ودعي الغزاةَ فُلُولا
* * *