الخلايا المرآتية لغة ائتلاف القلوب
الخلايا المرآتية لغة ائتلاف القلوب
اكتشفت خلايا في الدماغ تنشط بنفس الوقت الذي فيه يؤدي لاعبا حركة او مهارة معينة . فالدماغ “يعكس” ما يراه في القشرة الأمامية الحركية لدينا ، فعندما نقوم (مثلا بمهارة التهديف بكرة القدم) ستنشط نفس الخلايا عندما نشاهد لاعبا يقوم بمهارة التهديف وهو ما يحدث لدى جميع اللاعبين والجمهور الرياضي المتابع للمباريات من خلال التلفاز او من على المدرجات فالانفعالات التي نشاهدها على الجمهور والمتابعين ناتجة من نشاط هذه الخلايا ” المرآتية ” . ومن هنا انطلقت مرحلة جديدة في عمليات التعلم والتدريب في الفرق المتقدمة بتوظيف تلك الخلايا لتحسين المستوى الرياضي للاعبي النخبة . وهذا لا ينعكس على عمليات التعليم والتدريب بل على جميع العلوم ، بل تؤثر الخلايا المرآتية في العواطف والمشاعر التي هي اساس التقارب والتنافر بين ابناء البشر . فان القلوب تظهر الجاذبية بين الافراد والتواد والمحبة من خلال ما يلقيه الانسان من نظرات فإنها تكون في بعض الاحيان كافية الى التقارب وقبول الآخر ، وفي المقابل ربما تكون سببا للنفور من بعض الاشخاص بدون سابق انذار . فجميعنا يعلم ان الكثير ممن يعيشون مع بعضهم زمنا طويلا في مكان عمل واحد ولكنهم في صراع مستمر … وهو ما نشاهده في عالمنا اليوم ، لذا يبين الامام الصادق عليه السلام ” إن ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا – وإن لم يظهروا التودد بألسنتهم – كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار، وإن بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا – وإن أظهروا التودد بألسنتهم – كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على مذود واحد ” . ورب سائل يسال : كيف تلمس ائتلاف قلوب الابرار والحال أنهم لم يتوادوا بألسنتهم وأقوالهم ؟
فيرى الباحث بان التودد ربما يبرز من السلوك الذي يبرز في لحظات عيونهم ومحيا وجوههم . وهو وسيلة للتواصل مع الآخرين من خلال استخدام الاتصال غير اللفظي، ويمكن أن تشمل لغة الجسد وتعبيرات الوجه وغيرها من الإيماءات الجسدية للتواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى التواصل اللفظي. فان الخلايا ” المرآتية ” لها علاقة بين نشاطها والمشاعر والعواطف التي تظهر على محيا الإنسان من خلال حركات العضلات التي تتغير بين العواطف السلبية والايجابية . ولهذا تم التحذير والنهي عن مصاحبة الكذاب والاحمق والحاسد … فان مرافقتهم سوف يكتسب منها من خلال نشاط تلك الخلايا بطريقة عفوية بسبب عواطف وانفعالات وسلوك وحركات وتصرفات هؤلاء ويصف ذلك الإمام الصادق عليه السلام: “من لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه ” في حين يحث امير المؤمنين على مجالسة العماء ومرافقته فيقول عَليهِ السَّلامُ: “جَالِسِ الْعُلَمَاءَ يَزْدَدْ عِلْمُكَ، وَيَحْسُنْ أَدَبُكَ، وَتَزْكُ نَفْسُكَ” وعنه عليه السلام : “جلوس ساعة عند العُلماء أحبّ إلى اللَّه من عبادة ألف سنة، والنَّظر إلى العالِم أحبّ إلى اللَّه من اعتكاف سنة في البيت الحرام”
لذا وجب علينا حسن الاختيار من الاصدقاء لنا ولأبنائنا
حفظ الله الجميع وجعلكم من يرافق الاخيار فهي جزء من سعادة المرء