الحبُّ الأزليْ ..
جاسم الإسدي
أُجاري ودَّ منْ ملكتْ زمامي
فجارتْ نارُها بينَ العظامِ
تهيجُ نارَ قلبي بلهيبٍ
تُسجِّرُها ودمعي كالحِمامِ
أصبتي يافؤادي لُبَّ قلبي
بسهمِ الحبِّ مافوقَ الحزامِ
فَحِرتُ بينَ سهمٍ في فؤادي
وبينَ الروحِ تؤسرُ بالغرامِ
رأيتُ السهمَ أوقعهُ جديلا ً
بعيني داميْ مرمياً أمامي
أُقلّبُهُ وجرحٌ فوقَ جُرحٍ
كأن الجُرحَ ماقبلَ الفطامِ
فكمْ كنتُ وإياها شقياً
أُقبّلُها بشوقٍ في اللثامِ
يُداعِبُها حنانيْ فتدْنو مِنّي
وحولي هلَّلتْ ريحُ الخُزامِ
كأنّي في هواها مثلُ طفلٍ
فأتبعُها وقدْ ملكتْ زِمامي
وكُنتُ سادياً منْ غيرِ حُبٍّ
وكنتُ هائماً مثلَ الهوامِ
فدونَ الحبِّ لمْ يُشفى ليْ جُرحٌ
ودونَ الحبِّ لايحلو كلامي
بأعلى صوتي أفشي سرَّ حبِّي
على الأشهادِ في سوحِ الغرامِ
ولا أُبعدُ عنها قيدَ شبرٍ
ولو كانتْ سنيني ألفَ عامِ
فإن الموتَ أقربُ ليَ عزاً
مِنَ العيشِ على بعُدِ الكرامِ