نيران

نيران

حينما أصاب الحاكم الملل بعد أن اوقدوا له خمسًا مِن الشموع!
كل شمعة تمثل زمن مفتعل؛ فشمعة الربيع خضراء يكاد زيتها الزيتوني يعطيها الأمل تحرق عصارة خضارها نضارة لهيبها المشتعل؛ حتى أمتدت عروقها لتوقد شمعة تموز في أوج حرارتها شمعة الصيف الملتهب؛ تعانق شعلتها مع سنان شمس آب المنصهر؛ فاستنفدت قوتها بعدما أصابها عجز موسم حصاد حاد؛ ليذر بيدرها إدراج ريح أيلول فيتلقفها تشرين بأوله؛ فتولد شمعة عنفوان صراع الأشهر المتراكمة عليه فتحاول حرق اخضرار أوراقها الى صفار تدكها بأرجلها أروقة الحكام ويجمع تبغها تجار قوت الطعام لتجعله دخان في تبغ عود الحاكم.
و هانذا جئتك بجمر قلبي يوقد نار كانون الثاني من داخل جوف شمعتها بدخان ليس فيه نارُ يشابه عود تبغك الميت!
فهل ظننت بحرقي أوقد سيكار سطوتك؛ كي تحيا ضاحكًا مبتسما!
كلا! سابقى كمًا آنا شامخا أبيًا لا يطأطئ رأسه لمن سرق شمعات اذار وأيار وتموز و تشرينه الثاني!
ستبقى أنت هكذا يقتلك الملل من داخلك!
وأبقى أنا يوقدني أمل فنائك بجذوة توقظ سبات شمعات أخوتي.

بقلم
علاء العتابي

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد