مرقد الحر الرياحي

— مرقد الحر الرياحي
اعداد: حسين المالكي، ضي طالب عبد الحسين.
قصر الثقافة والفنون/ كربلاء المقدسة

— يبعد مرقد الشهيد الحر بن يزيد الرياحي عن مركز مدينة كربلاء المقدسة 7 كيلو متر تقريباً، حيث سميت المنطقة التي دفن فيها بناحية الحر على أسمه، وروي أن عشيرته قامت بنقل جسده من ساحة المعركة إلى المكان الذي دفن فيه وهو الآن مرقده المبارك.

واول بناء اقيم على قبر الحر كان من قبل الشاه (اسماعيل الصفوي) عند زيارته إلى مدينة كربلاء المقدسة ووقوع الحادثة المشهورة حينما أراد فتح قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فمُنع، فقام بفتح قبر الحر ورؤية الجسد كأنه قتل قبل ساعات وحاول اخذ قطعة القماش التي لفها الإمام على زند الحر ولكن الدم قد سال من موضع الجرح فأعادها وأخذ خيط منها للتبرك. وعلى اثر هذه الحادثة خصص الشاه اسماعيل مبلغا لإعادة بناء المرقد حيث لم يكن له قبة ولا صحن خارجي فأصبح للمقام ذلك. وكتب على باب القبة التي تراها الآن إنها بنيت عام 1325 هـ وشيد فوق القبر بناء تعلوه قبة من الطابوق (الآجر) والجص ، وجعل له صحنا (الفناءالمكشوف)، تحيط به الأواوين التي تعلوها الأقواس المدببة.

وفي عام 1330 هـ – 1912 م، قام السلطان (حسين خان شجاع) يإعادة تعمير قبة الحر، وإكسائها من الخارج بالبلاط القاشاني، وجرى تحسين المرقد وإصلاحه وترميمه مرات عدة وفي فترات زمنية مختلفة وخاصة البهو الأمامي (الإيوان).

وبعد مرور سنوات طويلة شهد المقام ترميم شمل الباحة الداخلية للمقام واصلاح الاواويين وتوسيع في الرواق الداخلي وكان ذلك في فترة الزعيم عبد الكريم قاسم، كما تم في هذه الفترة مد التيار الكهربائي من مركز المدينة إلى المقام.
وفي نفس المقام هنالك لوحة لها قصة محزنة اهديت إلى المقام في مطلع خمسينات هذا القرن من قبل وفد من جمهورية إيران كتب عليها انها رسمت عام 1329 هجري أي إن عمرها اكثر من مائة عام، تصور الحر وهو جالس بين يدي أبي عبد الله مطأطأ رأسه مقدماً سيفه ودرعه يطلب التوبه وغفران الذنب والإمام واضعاً يده على رأسه يبشره بقبول توبته. وتوضح منظراً يجسد قمر بني هاشم وذرية الإمام والخيام من جهة ومن الجانب الاخر تروي جزء من المعركة حينما دارت رحاها وأخذت تحصد الرؤوس وتطحن الأجساد، إن هذه اللوحة لم تر النور منذ نهاية السبعينيات بسبب منع النظام الطاغوتي السابق في العراق أن تعلق أي لوحة في اياً من المراقد والمزارات ولكنها اليوم عادت الى النور واصبح لها عشاق يرونها تطل في الرواق الداخلي للضريح في ايام الزيارات والمناسبات الخاصة.

— وفي عام 1428 هـ تم تهديم قبة الحر ومبنى الضريح بصورة كاملة من قبل المسؤولين عن الضريح في ذلك الوقت نظراً لأهمية مزار الحر الرياحي باعتباره محطة سياحة دينية لرمز من واقعة كربلاء الخالدة، حيث يقع الى الغرب من مدينة كربلاء المقدسة، ولما يشهده من توافد زوار بشكل دائم طيلة أيام السنة فقد حظي برعاية خاصة من قِبل الأمانة العامة للمزارات الشيعية في العراق حيث تم تشكيل هيئة مشرفة على بناء المزار، وقامت الهيئة بدورها بالاتفاق والتعاقد مع شركة زين في النجف الأشرف، وبدأ العمل بمشروع إعادة بناء المزار الشريف وذلك بأطر وهيكلية هندسية جديدة تتطلع للتطور والتماشي مع متغيرات الزمن في 1/2/2009.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد