الكرم الحسيني في عاشوراء.
الكرم الحسيني في عاشوراء. اعداد :إيهاب الكناني.
الأربعين أو أو أربعينية الحسين هو اليوم العشرون من شهر صفر والذي يوافق مرور 40 يومًا على مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) في معركة كربلاء على يد جيش عبيد الله بن زياد. يُحزن به في العالم في كل عام عند الشيعة لإحياء ذكرى الحسين وأهل بيته وأصحابه. وبحسب بعض الروايات فقد قامت زينب (عليها السلام) بنت علي وبرفقة الأيتام وأطفال الحسين بالسفر إلى أرض كربلاء لزيارة قبر الحسين في 20 صفر 61 هـ.
ويستذكر العراقيون كل عام ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه، منذ مطلع محرم حتى العشرين من صفر ذكرى الأربعينية، وفي هذه الأيام، ولا سيما الأربعينية تُقام المواكب على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء من كل الاتجاهات، ويتوجه عشرات الملايين من الناس، عراقيين وغير عراقيين، مسلمين ومن ديانات أخرى إلى كربلاء المقدسة تعبيراً عن تضامنهم مع قضية الإمام الحسين وثورته الاجتماعية ضد الظلم، في مسيرة هادرة يتجسد فيها العشق في أبهى صوره وأبعدها عن المنفعة الشخصية وأكثرها تكريساً لقيم الإيثار والتضحية والجود، ويبدو أن السخاء، الذي يظهر لمن يشهدون تلك التظاهرة الكونية مبالغاً فيه، هو تعبير يراد به إظهار عظمة التضحيات التي قدمها الإمام الحسين في ثورته، وعدم رضوخه للظلم، فـ”الجود بالنفس أقصى غاية الجودِ”، لذلك فإن ما يجري في الأربعينية لا يمكن اختزاله في طعام وشراب وخدمات أخر، أو حتى بوصفه طقساً دينياً صرفاً، بل يتعدى ذلك ليتجذر في الوجدان العراقي ظاهرة استعادية للتضحية، ذلك أنك قد تجد من لا يملك من حطام الدنيا شيئاً، لكنه يجتهد لكي يُسهم ولو بأضعف الإيمان في مراسم البذل والفداء والإيثار التي تنخرط بها جموع عشاق الإمام الحسين ومحبيه، ضيوفاً ومضيفين. ومن بين عشرات الأنواع من الخدمات التي يتشرّف أصحابُ المواكب بتقديمها للحشود المليونية الحسينية هي تنوّعُ الأطعمة والأشربة، والتي امتازت بكمّيتها وكيفيّتها ، وما يُلاحظ بين موكبٍ وآخر هو قيامُ أصحاب المواكب الخدمية بتقديم القهوة العربية كإضافةٍ خاصةٍ ونوعية، فإنّ لها الأفضلية وتمتلك الخصوصية على ما يتمّ بذله، كونها عنوان الكرم ورمز الضيافة عند جميع البلدان الإسلامية لاسيّما العربية منها.
كما أن للقهوة العربية الوقعُ الخاص لدى أهل العراق والقادمين من البلدان العربية وحتى بعض الدول الإسلامية لأداء زيارة أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام). وفي زيارة الأربعين: ينتشر 60 ألف موكب على الطريق من النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، وباستثناء هذه المواكب فإن العديد من المواكب تقام داخل كربلاء؛ ويصل عدد الزوار الى 17 مليون زائر، وحسب عدد المواكب المسجل، فهناك مبيت لمليوني زائر، بينما يبيت الـ15 مليون زائر الآخرين في المواكب الصغيرة ومنازل العراقيين.
كما ان العراقيين يقدمون الخدمات في بيوتهم ويستضيفون الزوارويقدمون لهم الطعام والشراب مالذ وطاب وكذلك المبيت دون تعب او ملل تقربا لله عز وجل .