زريـاب
[زريـاب ]
ناظم عبدالوهاب المناصير
أنا المُغَني ، أحملُ أوتاري َ ،
في كلِّ وادٍ تفيضُ ألحاني ،
وفي كلِّ الديار ِ يزدادُ غنائي
حييتَ أيهـا الدهر ..
يا صانع المجد في كلِّ حين ِ
هلاّ أوغلتَ في زماني
وعرفتَ مكاني ؟
هلاّ قرأتَ قصائدي الجذلى ؟
تدوي في كلِّ العهودِ
فمنهـا ننهلُ طعم الحياةِ
بين كلمةٍ ولحنٍ وصوتِ
يتنغمُ كما نحلمُ ونُريـد
أُكلمُ الحيارى على أملٍ مصلوب
وأنهضُ بالغيارى في غابة من حنين
أعطي الدرس والعبر
على موائد من تُرابٍ وطين
لا يُقلقُني سوى المزمار المكسور
في ساحةٍ عريضةٍ جرداء
تحت شجرة ِ خرنوب الشام ْ
أهملهـا حُكمُ الزمان ْ
لم تفقد نضارتها .. بَقِيَت في عزِّها
ذات عطرٍ وزهور
أنا زرياب المغني ، والربابة والعود ْ
هربتُ من الغيرة والشكوك ْ
وآمنتُ بأنّ غيوم َ الليلِ سرابٌ في سراب ْ
فأينع لحني في زرع ٍ جديد
وأيقنتُ أني ما زلتُ أحيا ..!!