مقاومة من ورق!

مقاومة من ورق!

احمد باسم القزاز

قاتلوهم بالنيابة، وبعد ذلك مدوا اليد ليلقوا المعونة، ثم حالفوهم وباتوا يُصدِّقونهم، جالسوهم حتى أقاموا صداقة معهم، بعد ان واعدوا الشباب بالراتب واقنعوهم بالشهادة حتى ازهقت ملايين الارواح وباتوا رمادا لتلك الحرب، وحين حكِموا صاروا يبحثون عن طريقة عمل (السينابون).

هي مقاومة من ورق تستعمل حين الطلب، ويُعمل بها حين الغرق ليتشبثوا بشبابٍ يائس ومن الحياة ناقم و وعدُوهم بالوفاق لحين الشهادة معاً، لكنهم حكموا، وحين حكموا نسوهم.

فما مصيرُ عناصر تلك الميليشيات التى تدعي قادتها المقاومة الآن؟ لما لا تنادي بالقصاص من العدو؟ ام ان كرسي الحكم بات الورقة الضامنة لتحجيمهم؟ وهل ان ايتام تلك الحروب كان طموح آبائهم هو السلطة، ام ان ارواحهم ازهقت لكي يحكم هذا او ذاك؟

ذاكرة سمكة هي ذاكرتنا، فحين لا يحكم مدعي المقاومة يجروننا بصراع مع الجميع، وينسون هذه الفترة او غيرها من الفترات التي لا تستمع فيها لصراخ سياسي مقاوم، او حتى اشارة يد، بل انهم دفنوا رؤوسهم كالنعام بعد ان صدعوا رؤوسنا وقتلوا شبابنا و أتموا اطفالنا و دسوا الساسة هؤلاء الان رؤوسهم في الارض لكي يحكموا، هي معادلة بيع وشراء فبائع التصريحات باع نفسه لكي يحكم والمشتري اصبح يعلم كيف يشتريهم وكيف يحركهم.

كيف يمكن لهذه الطبقة السياسية ان تظهر وجهها الان وتدعي (الخدمة)؟ وكيف لهذا الشعب ان يصدق؟ لذلك، بات من الضروري التفريق بين من يحكم لكي يخدم ومن يخدم لكي يحكم.

تنتهي العلاقة التي تجمع بين من يخدم لكي يحكم وبين الشعب حين يدخلوا هؤلاء الساسة في مرحلة تُسمى “Comfort Zone” وهي منطقة الأمان في العلاقات وهي منطقة وهمية، تستخدم مجازا للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد، بحيث يشعر بالسعادة و براحة كبيرة وطمأنينة غامرة ورضى كبير عن نفسه، معلوماته، مهاراته وحتى عن الأشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي يتواجد فيه حينها تظهر الانياب، تبدأ عادةً قبيل ان يحكم غيرِهم او يشعروا بالقلق من التغيير الصحي والواجب لأي بلد حينها تبدأ الشعارات المزيفة المليئة بالسراب فلا يغرنكم خدمتهم فإن اجندتهم حق.

لمعرفة مستقبل الامور، علينا ان نتعرف على التاريخ، لأن من لا تاريخ له، ليس له حاضر او مستقبل.

منذ فجر اسطورة المقاومة الورقية، كانت هذه اداة سياسية ما إن تخلصنا منها باتت المنافسة الانتخابية شريفة وعادلة فلا خلاص لامة تبطن ما لا تدعي.

خلاص الامة مرهونّ بالخلاص من مدعي المقاومة، ولا حكومة خدمية قبل ان تتخلص من سيفها الذي في الخاصرة الموجه ظاهراً للعدو وباطناً للشعب، فلا طائل لحكومة يحميها “السلاح المنفلت” ويسوقها المدعون ويصدقها الساذجون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد