لا فرق بين المرحلتين !!!
لا فرق بين المرحلتين !!!
كتب / عبد الكريم ياسر
في مرحلة النظام السابق كان كثير من العراقيين يتمنون الهجرة إلى الخارج والاستقرار بأي دولة من دول العالم هربا من الخوف والاضطهاد …
وعند استقرار العراقي في دولة ما اول ما يفعله هو الحديث بقوة وبكل جراءة وصراحة منتقدا ذلك النظام وكأنه يحاول تفريغ ما بداخله من أوجاع كانت جاثمة على صدره لم يتمكن من تفريغها في بلده حيث كان يشاع بين صفوف الشعب مفهوم قيل عنه ( للحائط اذان ) اي ممكن من يتحدث يصل حديثه للحكومة وبالتالي يعاقب أشد العقاب يصل للحكم بالاعدام !!!
والشواهد على هذه الحالة كثيرة اذكر منها مشهد الكابتن شرار حيدر الذي خرج من العراق هاربا من اضطهاد عدي صدام حسين وعند استقراره خارج حدود العراق ظهر بعدد من المواقع الإعلامية أبرزها إذاعة مونت كارلو متحدثا بقوة عن ممارسات عدي الجائرة مع شريحة الرياضيين …
اما اليوم بوجود الحرية المزعومة والديمقراطية التي لا حاجة لوجودها ممكن للفرد العراقي الحديث بقوة وتوجيه الانتقاد سواء للحكومة أو لأي شخصية من الشخصيات المتنفذة ولكن من يسمع انتقاده ؟!
لا وجود لمن يسمعه وأن سمعوه ( طنشوه ) إذا ما فائدة هذا الحديث والانتقاد ؟!
أما إذا ماكان هذا المنتقد أحد موظفي مؤسسات الدولة سواء الحكومية أو الشبه حكومية فأقالته من عمله وقطع رزق عائلته متوقعة وأسهل ما يمكن حيث بكلمة من المسؤول المتنفذ أو ( بشخطة قلم ) ممكن يتم ابعاد هذا العراقي لمجرد انتقاده ممارسة ظالمة مارسها أحد المتنفذين وكأن هذا العراقي مرتزق في بلده ليس له حقوق مع أنه خدم بلده عشرات السنين !!!
وكل هذه السلبيات تعود لمفردة الإنسانية التي بدأت تتلاشى عند اغلب العراقيين الذين يتسنمون مناصب مسؤولة وكأنهم تجردوا من انسانيتهم ولا يتعاملون مع ( ناس ) !!!
عموما اختم سطوري هذه مخاطبا بلدي العراق قائلا له عذرا يا بلدي انك تعيش في قلبي ووجداني اعشقك عشقا لا مثيل له لكن اعذرني أن تمنيت العيش في بلد أخر ليس كرها بك ولن افضل بلدان العالم عليك بل هربا من الذين يحاولون زرع الكره لك !!!